غوتيريش يرحب بالإفراج عن رهينة أمريكي ويجدد دعوته لوقف دائم لإطلاق النار بغزة
غوتيريش يرحب بالإفراج عن رهينة أمريكي ويجدد دعوته لوقف دائم لإطلاق النار بغزة
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الاثنين، بالإفراج عن عيدان ألكسندر، المواطن الأمريكي-الإسرائيلي الذي كان محتجزًا رهينة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، معربًا عن "ارتياحه العميق" لعودته إلى أسرته بعد ما وصفها بـ"محنة مروعة".
وجدد غوتيريش دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، مطالبًا بالإفراج "الفوري وغير المشروط" عن جميع الرهائن المتبقين، وشدد على ضرورة معاملتهم بكرامة وإنسانية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
دعوة عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية
حث غوتيريش جميع الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق، مؤكدًا أن "المساعدات ليست قابلة للتفاوض"، مشيرًا إلى أن الحاجات المتزايدة للسكان لا يمكن تأجيلها تحت أي ظرف.
وأشاد الأمين العام بالدور الذي تلعبه مصر وقطر والولايات المتحدة في الوساطة، داعيًا إلى البناء على خطوة الإفراج الأخيرة للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الأعمال العدائية، ويضمن الإفراج عن كافة الرهائن، ويتيح تدفق المساعدات الإنسانية ويخفف المعاناة المستمرة في قطاع غزة.
تحذيرات أممية من خطر المجاعة
أبدى غوتيريش قلقًا بالغًا من تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الصادر عن الأمم المتحدة وشركاء دوليين، والذي كشف أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه خطر التجويع، وأن السكان بأكملهم يعيشون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي.
وأعرب عن انزعاجه الشديد من الوضع الغذائي للأطفال في القطاع، مؤكدًا أن الغالبية العظمى منهم يعانون من حرمان غذائي حاد، ما يهدد جيلًا بأكمله بالمجاعة وسوء التغذية طويل الأمد.
كشف عمال الإغاثة على الأرض عن انخفاض مقلق في عدد الوجبات التي تقدمها المطابخ المجتمعية، حيث تم إعداد وتوزيع نحو 260 ألف وجبة فقط يوم الاثنين، مقارنةً بـ840 ألف وجبة في الأسبوع الماضي – أي انخفاض بنسبة تقارب 70% في غضون خمسة أيام.
القطاع الصحي على شفا الانهيار
أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إلى أن القطاع الصحي في غزة بات على "المحك"، حيث تواجه المستشفيات موجات من الإصابات الجماعية، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والدم والمعدات وحتى الكوادر الطبية.
وأوضح دوغاريك أن الوقود الذي تحتاجه المستشفيات ومرافق المياه على وشك النفاد، محذرًا من تداعيات كارثية على الصحة العامة، ومشدّدًا على أن المساعدات الإنسانية لا تقتصر على الغذاء، بل تشمل خدمات حيوية كالصحة والتعليم والنظافة.
تأتي تصريحات غوتيريش في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا مدمرة منذ أكتوبر 2023، وتؤكد تقارير أممية أن النظام الصحي والإنساني في غزة ينهار تدريجيًا، في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر، ما يهدد بفقدان آلاف الأرواح، خصوصًا بين الأطفال والنساء.
رغم الجهود الدولية والوساطات النشطة، لم تنجح حتى الآن مبادرات التهدئة في وقف التصعيد، فيما تواصل الأمم المتحدة دعواتها لإيجاد حل شامل يضمن كرامة وأمن السكان، ويوقف النزيف الإنساني المستمر.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.